بياناتز

بيان الحج ليس آمناً في عام 2024

بسم الله الرحمن الرحيم
بيان
الحج ليس آمناً 2024

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:

فإنّّه رغم النداءات المتكررة والمطالبات العديدة التي أُطلقت خلال الأعوام الماضية من عدد من المنظمات الحقوقية والهيئات العلمائية والمؤسسات الدولية والمفكرين والعلماء والنشطاء على امتداد العالم الإسلامي؛ بضرورة توقّف السلطات السعودية عن انتهاكاتها المتعددة ضدّ الحجاج والمعتمرين، واستنكار جعل الحج والعمرة أداة للقمع ووسيلة سياسية وأمنية ضدّّّ من تعاديهم الدولة، إلا أن حكومة السعودية ماضية في تجاوزاتها، ومستمرة في انتهاكاتها، ضدّّّ زوار المسجد الحرام والمسجد النبوي.

إنّ الحكومة السعودية تعمدت وبشكل واضح تسييس الحج والعمرة، ومستمرة في الاعتقالات التعسفية لعدد من المعتمرين والزوار، ولا تزال تصر على منع كثير من المسلمين من الحج والعمرة بغير مبرر شرعي أو قانوني؛ فضلاً عن استخدامها فريضة الحج للابتزاز السياسي.

ولا تزال السلطات السعودية ترفض إصدار تأشيرات الحج والعمرة لمن لا يوافق هواها من العلماء والدعاة والأكاديميين والمثقفين والمفكرين والإعلاميين؛ وغيرهم من مختلف الفئات الاجتماعية والثقافية، كما أنّها مستمرة في اعتقال من تمكن منهم من الوصول إلى الأراضي السعودية بتأشيرات نظامية صادرة عنها، لا لشيء إلا لأنهم لا يروقون للنظام السياسي، ثم تودعهم السجون أو ترحّلهم قسراً إلى سلطات بلدانهم التي يختلفون معها، معرضة حياتهم للخطر.

وعلاوة على ذلك، فإنّ حصص الدول في الحج لا تخضع لمعايير محدّدة وثابتة وشفافة، وإنّما تتسم بالتحيز لدول على حساب أخرى؛ وترتبط بمدى انسجام سياسة تلك الدول مع المزاج السياسي للسعودية، مما يعتبر نوعاً من الرشوة السياسية، إضافة إلى استعمال الحج أداة للترويج السياسي، حيث فرضت السلطات السعودية الخطاب السياسي على منابر الحرمين الشريفين وخطبة عرفة وجعلتها وسيلة للدعاية السياسية للسلطات السعودية الحالية، غير عابئة بتنوع جنسيات وثقافات الحجاج والمعتمرين، وغير ملتفتة إلى المقاصد الشرعية للحج والعمرة.

لذا ندين ونرفض بشدة كل الانتهاكات التي تمارسها السلطات السعودية ضدّ زوار الحرمين الشريفين من اعتقالات تعسفية، أو استجواب في منافذ الدخول، أو ترحيل قسري للواصلين لأداء مناسك الحج والعمرة، كما نؤكد أن الحج والعمرة حق مكفول، وعبادة مشروعة لجميع المسلمين في أنحاء المعمورة، ولا يحق للسلطات السعودية منع أي مسلم من أداء هذه الشعيرة لمجرد أنه يختلف معها في المواقف أو لا يؤيدها سياسياً، كما ندين بشدة التلاعب بحصص الحج والعمرة، واستخدامهما كرشوة سياسية، أو تحويلهما إلى وسيلة للبطش والقمع، أو مصدر للتكسب والتربح على حساب حرمان عامة المسلمين من ممارسة شعائرهم التعبدية.

كما ندعو جميع علماء المسلمين في العالم، والهيئات والمؤسسات العلمائية، والمنظمات الحقوقية، وجميع المسلمين في العالم إلى رفض معلن للممارسات التعسفية والانتهاكات التي تقوم بها الحكومة السعودية، واعتبار ذلك خيانة للأمانة وتقصيراً في المسؤولية وانتهاكاً لما كفلته الشريعة الإسلامية والمواثيق الدولية، والتأكيد على وجوب وفاء السلطات السعودية بالتزاماتها وواجباتها، والكفّ عن كل ما يضر قاصدي الأماكن المقدسة.

ونطالب المجتمع الدولي وجميع الهيئات المعنية بحقوق الإنسان بالتحرك العاجل للضغط على السلطات السعودية لضمان حرية أداء مناسك الحج والعمرة لجميع المسلمين دون تمييز أو تقييد، واحترام كل ما يكفل هذا الحق لجميع المسلمين.

زر الذهاب إلى الأعلى